جريدة الرياض
جريدة يومية تصدر عن مؤسسة اليمامة الصحفية
الخميس 10 شعبان 1428هـ - 23أغسطس 2007م - العدد 14304
--------------------------------------------------------------------------------
للباحثين عن الفوائد الغذائية
فهد شباب الحربي
سبحان الواحد الأحد الذي نعمه لا تحصى ولا تعد، ما اقسم في كتابه بشيء إلا وفيه منافع شتى للإنسان فسبحان رافع السماء بلا عمد.
لقد أقسم الله بالتين والزيتون في سورة التين (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).
ولقد ذكر التين في القرآن مرة واحدة فقط، وذكر الزيتون سبع مرات وفي ذلك حكمة بالغة وكذلك الرمان ثلاث مرات والزنجبيل مرة واليقطين مرة واحدة والعسل مرة واحدة فقط.
وجاء ذكر لحم الطير الذي نشتهيه والفواكه وأصناف من الشراب كالخمر (خمر الجنة) والعسل واللبن فكل هذه الأغذية القرآنية ذكرت في القرآن الكريم لحكمة ورحمة ونعمة فهي من نعم المنعم الكريم عز وجل وفيها من الفوائد الجميلة لكل الأجسام العليلة كغذاء ودواء وطعام أهل الجنة شفاء لأهل الأرض إلا الخمر لأن خمر الجنة (لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون) سورة الصافات (آية 47) أي لا كحول الذي يسكر ويغتال العقل فيها، فهي لا تسكر ولا هم عنها ينزفون (بفتح الزاي وكسرها) من نزف الشارب أي السكر الخاص بخمر الدنيا والأغذية القرآنية فيها من الإعجاز الطبي وعلم التغذية للإنسان في كل زمان ومكان فسبحان الله المبدع فنجد لكل حال غذاءً تقتضيه الحالة مثلاً: السيدة مريم العذراء كان طعامها في نفاسها وخوفها وهلعها من اليهود أن تهز بجذع النخلة (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً) سورة مريم (آية 25).
فاحتواء الرطب على فيتامين ومعادن وسكريات ضروري للحامل والنفساء أن تأكله ولو وجد الله سبحانه وتعالى خيراً من النخلة لأنبتها ولكنه العليم الحكيم سبحانه (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) كذلك حالة نبي الله يونس عليه السلام حينما خرج من بطن الحوت كانت حالته تقتضي شجرة الحياة وإكسير الحياة شجرة اليقطين لاحتوائها على بروتين وفيتامين ومعادن وعناصر تبعث القوة والحيوية من جديد بقدرة المنعم سبحانه وتعالى.
1- اليقطين: قال تعالى (وأنبتنا عليه شجرة من يقطين) سورة الصافات (آية 146).
وروى أحمد وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الدباء (والدباء هو اليقطين وهو القرع العسلي) ويحتوي اليقطين على فسفور وزنك وحديد وكالسيوم وبروتين وكاروتين وأحماض أمينية وفيتامين (A وB وC) وأنزيمات الببتيد التي تحلل البروتين وتهضمه بسهولة وهي شجرة لا تقربها الحشرات لذا فهو رائع لفترة النقاهة ومقوّ للبدن.
وعن فوائده الطبية أنه يستعمل لعلاج البروستات أكلاً، وتسالي ببذره الأبيض كذلك يستعمل كمقوّ للبدن ولضغط الدم ولعلاج النحافة وللحموضة ومقوّ للطاقة الجنسية وملين ومدر للبول وضد أمراض البرد وأمراض الكلى.
2- الرمان: قال تعالى (فيها فاكهة ونخل ورمان) سورة الرحمن (آية 68).
(وجنات من أعناب والزيتون والرمان) سورة الأنعام (آية 99).
كان ابن عباس رضي الله عنه إذا وجد حبه من الرمان أكلها وهو يقول (إنه بلغني أن ليس في الأرض رمانة تلقح إلا بحبة من حبة الجنة فلعلها هذه).
ويحتوي الرمان على حامض التانيك وهو قابض مطهر وبه سكر المانتول وغير ذلك من مواد حيوية لصحة الإنسان، لذا أوصى الإمام علي كرم الله وجهه (كلو الرمان بشحمه فإنه دابغ للمعدة).
وسبحان الله فشكل قشرته من الداخل كشكل المعدة من الداخل، ومن فوائده الطبية يستخدم مشروب قشر الرمان بعد غليه للدوسنتاريا ولتقوية الجهاز المناعي وللإسهال وللحميات والسعال وعصيره مدر للبول ولأمراض الكبد وللأنيميا وللضعف العام.
3- التين: قال تعالى (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) سورة التين (الآيات من 1- 4).
التين فاكهة من فاكهة الجنة أقسم الله به لحكمة يعلمها عز وجل ولما له من فوائد صحية للإنسان كثيرة، ومن مكوناته الطبية مواد سكرية وبروتين وسليلوز وحديد وكالسيوم وفيتامينات (K C B A) وورقه معصوراً يساعد على إنبات الشعر.
ومن فوائده مقو للبدن ومنشط ومنق للكبد والطحال والكلى ومنشط للذاكرة ومقو للأعصاب وملين طارد للبلغم وللربو وطارد للأملاح والحصى والنقرس وللباسور ومدر للبول واضطرابات الطمث لدى النساء.
4- العنب: قال تعالى (وجنات من أعناب والزيتون والرمان) سورة الأنعام (آية 99) وقال تعالى (ومن ثمرات النخل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً إن في ذلك لآية لقوم يعقلون) سورة النخل (آية 67).
العنب فاكهة وشراب وطعام وحلوى فمنه نقطف حبه كأنها لؤلؤ يقطر عسلاً وعصيره شراب، وزبيبه طعام وحلوى وهو من فاكهة الجنة وكما يصف الطبيب اليوناني ديسقوريدس لعلاج أمراض الصدر والكبد وضد الحميات والدوسنتاريا والعنب يحتوي على حديد وكالسيوم وصوديوم ويود وكلور وبوتاسيوم ومغنسيوم وفسفور ومنغيز وفيتامين (C B A) وسكريات وماء ومن فوائده الطبية يعتبر فعالاً لأمراض الصدر والكلى ومنق للدم وطارد للسموم ومهضم وملين ومنشط ومرمم للخلايا ومطهر ومفرغ للصفراء ولعلاج الأنيميا ولعلاج النحافة ولعلاج الوهن وللهزال ولعلاج الروماتيزم والنقرس ولأمراض الكبد وطارد للحصى وللطحال والمرارة وقد ذكرت بعض الأبحاث العلمية أن عصيره يعالج مرض السرطان.
5- الزنجيل: قال تعالى (ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً) سورة الإنسان (آية 17).
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى له ملك الروم جرة زنجبيل فأطعم أصحابه وأهل بيته رضي الله عنهم منه وأكل منه صلى الله عليه وسلم.
وكان الزنجبيل من الأدوية الشهيرة قديماً لكثير من الأمراض فهو دواء لطيف والزنجبيل يحتوي على رانتجات ودهون ونشا وجنجرين ومواد هرمونية ومواد مقوية للمناعة ومنقية للدم. ومن فوائده الطبية أنه منشط للذاكرة ومقوٍ للأعصاب ويمنع الدوخة والغثيان.
6- الزيتون: قال تعالى (من شجرة مباركة زيتونية لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نورٌ على نور) سورة النور (آية 35).
يحتوي الزيتون على عناصر طبية مهمة مثل المغنيسيوم والكالسيوم والفسفور والنحاس والمنجنيز والحديد والبوتاسيوم والكبريت وألياف وماء وفيتامين (D C B E A).
ومن فوائد الزيتون الطبية: أخرج أبو نعمي في الطب النبوي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلو الزيتون وادهنوا به فإن فيه شفاء من سبعين داءً منها الجذام).
وأكل الزيتون الأسود يقوي الدم ومحروق نواته يقضي على الربو وحساسية الصدر، والزيتون منق للدم وملين ويخفض مستوى الكولسترول بحباته وزيته.
المدينة المنورة