وُلد كمال عدوان في قرية بربرة القريبة من مدينة عسقلان عام 1935، لجأت عائلته إلى قطاع غزة أثناء نكبة عام 1948. درس عدوان في مدارس القطاع قبل الانتقال إلى مصر ليتخرج منها مهندسا للبترول. عقب الخلاف بين عبد الناصر والإخوان المسلمين عام 1954 ترك تنظيم الإخوان ليسلك سبيلا آخر بعد أن نشأت لديه فكرة العمل المسلح الفدائي، أسس عدوان خلية مستقلة ضمت اثني عشرة شابا معظمهم كانوا في تنظيم الإخوان وشَكلت هذه المجموعة فيما بعد النواة الأولى لحركة فتح.
عبد الإله الأتيري- قيادي في القطاع الغربي: عندما خرج كمال عدوان من غزة إلى مصر كان قد أسس قبل ذلك مجموعة نشطة مقاومة لعدوان 1956 وهذه فتحت له آفاق معرفة بأشخاص آخرين أبو جهاد، خليل الوزير وأبو يوسف النجار وأبو عمار أيضا وآخرين جدا، كمال نتيجة الظرف الاجتماعي ونتيجة الظرف المالي له ترك الدراسة في مصر بعد سنتين من دراسته كمهندس بترول وغادر إلى السعودية لمتابعة وبدأ إنشاء تنظيم حركة فتح بالسعودية، إذاً هو كان من أول المؤسسين للتنظيم في السعودية وانتقل بعدها إلى قطر حيث قاد التنظيم في قطر وكان مع زملائه في قطر والسعودية والكويت وسوريا.
عززت معركة الكرامة في الأراضي الأردنية عام 1968 مكانة حركة فتح في الشارعين الفلسطيني والعربي واكتسبت أبعادا أسطورية عقب تأكيده على تفوق قوات الفدائيين. حركت معركة الكرامة آلاف الشبيبة الفلسطينية والعربية للالتحاق بقوات العاصفة وشكلت هذه المعركة تحولا حاسما في العمل الفلسطيني لسنوات عدة.
صخر حبش- عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح: واللي ثبت في معركة الكرامة أن الجندي الفلسطيني والجندي الفدائي الفلسطيني والجندي الأردني قاتلوا ببسالة وألحقوا أول هزيمة بالكيان الصهيوني.
أبو رائد الأعرج- قيادي في القطاع الغربي: بعد معركة الكرامة يعني حدث نوع من أنواع التغيير الجذري في سلوكية الحركة في بُنيتها، في عملها، فكان لابد وخاصة أن الإعلام بدأ يأخذ منحاه ويأخذ دوره الكبير جدا فوُوفِق على تفرغ كمال لأن يستلم الإعلام وينظمه ويرتبه وجاء وكان خير من اشتغل في هذا الموضوع وأعطى الإنجازات الكبيرة جدا.
[
عاد كمال عدوان إلى عمّان في الثاني عشر من شهر نيسان/أبريل عام 1968 اختارته القيادة الفلسطينية لتسلم مكتب الإعلام في منظمة التحرير. بحث عدوان عن كل طاقة ثورية ليُجسدها في هذا المكتب واستقطب أبرز الصحفيين ورواد الكلمة من العرب والأجانب من أجل خدمة القضية الفلسطينية.
"
عدوان حقق إنجازات كبيرة للإعلام وخاصة إعلام حركة فتح عبر تطويره عمل الإذاعة الفلسطينية التي كانت تبث من القاهرة، وتطويره للاتصالات والعلاقات الخارجية
"
منير شفيق
منير شفيق- مفكر وسياسي: كان كمال عدوان باعتقادي حقق إنجازات كبيرة للإعلام إعلام حركة فتح بصورة خاصة في ذلك الوقت، سواء من خلال تطويره لعمل الإذاعة الفلسطينية التي كانت تبث من القاهرة أو تطويره للنشريات أو تطويره للاتصالات الخارجية وللعلاقات الخارجية، أعتقد أن كمال عدوان منذ تلك اللحظة كان قائدا فذا حقيقة.
[]
حدث في المنطقة عام 1970 تطوران هامان ومتلازمان تمثل الأول بقبول جمال عبد الناصر بمشروع رودجرز والثاني بازدياد حدة التوتر بين السلطات الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية خاض كمال عدوان الذي كان مسؤولا للإعلام في المنظمة معركة شرسة ضد مشروع رودجرز ولم يترك وسيلة إعلامية فلسطينية أو عربية أو دولية إلا واستخدمها لمقاومة هذا المشروع.
صخر حبش: لما إحنا استطعنا في 7/6 سنة الـ 1970 سبعة حزيران عندما قرر كمال عدوان إنه يطلع نشرة فتح، جريدة فتح يلغي نشرة فتح ويطلع جريدة فتح اليومية واللي كان فيها حديث عن الدور الأميركي أساسا كان كيسنغر مُصرِّح تصريحه الشهير إنه كل نظام عربي تتواجد فيه الثورة الفلسطينية المسلحة عليه أن يقوم بتصفيتها وكل نظام يرفض أو يعجز سنقوم نحن بتصفيته، واضح إنه هذا موجه للأردن أولا ثم إلى لبنان ثانيا ثم إلى سوريا ثالثا.
[
كما قاتل عدوان مشروع التسوية الأميركية قاتل ضد الجيش الأردني خلال الصدامات الدموية التي جرت مع قوات الثورة الفلسطينية في أيلول/سبتمبر عام 1970 وأصر عدوان على البقاء في عمّان متخفيا مع بعض رفاق دربه وانتقل بعدها إلى أحراش الجرش يعمل وينظم ويقود في إيمان وثقة. انتقل عدوان إلى بيروت بعد انتقال قوات الثورة إليها ليعيد بناء الإعلام من جديد بعد الحملة التي شنتها بعض الصحف العربية ضد قادة الثورة الفلسطينية.
صخر حبش: في عام 1971 بعد أن خرجنا من عمّان نتيجة الظروف واللجنة العربية إلى آخره حتى نهدي وما بدناش اشتباك كان التوجه أن يكون هنالك تواجد للثورة في الأحراش ضمن شرعية المقاومة باتجاه الكيان الصهيوني بعبر النهر إلى آخره ولكن واضح جدا إنه مشروع رودجرز إجا وعملنا مشاكل والمشاريع اللي صارت بعد ذلك كان واضح جدا إنه كمال عدوان أصبح يبدأ في العودة إلى القديم تبعه اللي هو العمل العسكري فلم يذهب إلى الشام أو إلى بيروت وإنما قرر أن يبقى في الأحراش كما فعلت أنا أيضا.
اضطلاعه بالقطاع الغربي
وتأثيره في العمق النضالي
انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح في كانون الأول/يناير عام 1971 وانتُخب كمال عدوان في اللجنة المركزية لحركة فتح التي كلفته بالإشراف على القطاع الغربي إلى جانب مهمته الإعلامية.
منير شفيق: في الحقيقة كمال عدوان عندما تسلم هذا القطاع تسلمه في ظروف صعبة كانت هنالك انتكاسة بسبب خروج الثورة الفلسطينية من أحداث أيلول ومن الأردن، كان هنالك انتكاسة في داخل الأرض المحتلة نتيجة ذلك وكانت هنالك أيضا مشاكل كثيرة داخل الثورة الفلسطينية حول تقييم أو تقويم تجربة الثورة في داخل لبنان.. في داخل الأردن قصدي والموقف في داخل لبنان إلى آخره وما العمل. وفي ذلك الوقت أصبح يعني أصبحت الساحة مهرجان من البرامج والاقتراحات والتفكير للتغيير إلى أخره، كمال عدون الحقيقة رحمه الله في ذلك الوقت وضع نصب عينيه قضية تحقيق إنجازات فعالة وملموسة داخل الأرض المحتلة من أجل إخراج الوضع من أزمته، من أجل استنهاض الوضع الفلسطيني كانت هذه أولوياته.
عبد الإله الأتيري: كانت أهداف عديدة منها أولا أنه يجب أن يشعر العالم بثقل واستمرار الصبرة الفلسطينية واستمرار حركة فتح، يجب أن يشعر الجميع الأرض المحتلة أن الثورة الفلسطينية موجودة وبالأخص يجب أن يشعر العدو الإسرائيلي في تلك الفترة أن اليد، الذراع العسكري للثورة الفلسطينية، قادرة إلى الوصول إلى أي مكان في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
منير شفيق: كمال عدوان لعب دورا أساسيا في تأسيس الجامعات في الأرض المحتلة حتى في ذلك الوقت كان التفكير في أن تؤسس جامعات في الأرض المحتلة، كان تفكيرا يحتاج إلى إبداع وإلى خطوة جريئة لأنه في ذلك الوقت كان يمكن أن يُتهم أي خطوة من هذه الخطوات كأنما هي نوع من التعاون مع الاحتلال ولكن كمال عدوان كان بعيد النظر جدا وكان يرى أن تشكيل الجامعات سيشكل مراكز ومجمعات للنضال السياسي وللنضال الوطني وسينشط العمل السياسي في الأرض المحتلة ضد الاحتلال.
أسس عدوان مجلس القطاع الغربي الذي ضم مجموعة لجان تعمل بانفصال تام عن بعضها البعض ومنع أي تداخل أو تنسيق بينها إلا عند الضرورة، كانت كل لجنة في القطاع الغربي تشرف على عدة مجموعات ناشطة في الداخل الفلسطيني وترتبط بالقيادة بالخارج عبر رسول.
"
المرحلة الزمنية التي قضاها عدوان أسست العمق النضالي لحركة فتح داخل الوطن، وكان يهتم بالمجموعات المطاردة ويدعمها
"
صخر حبش
صخر حبش: المرحلة الزمنية اللي قضاها كمال عدوان هي التي أسست لما يمكن أن يسمى العمق النضالي لحركة فتح في داخل الوطن وبالتحديد كان هو اهتم اهتمام كبير بالمجموعات التي كانت مطارَدة وكان يدعمها لدرجة إنه أحد الأيام جاءني ويقول أنا بدي أرجع أروح على الخليل بدي أروح عند باجس كان بالنهاية في الأساس يحلم إنه كيف بده يدخل الأرض المحتلة.
عبد الإله الأتيري: نجح هو وإخوانه بمجموعة.. بإدخال مجموعات أقامت في الأرض المحتلة فدخلت مجموعة أقامت في منطقة نابلس وبالتحديد في منطقة طوباس ومجموعة من المقاتلين دخلت منطقة الخليل من الخارج إلى الداخل واستقرت وبدأت بعملها التنظيمي وكذلك مجموعة دخلت مجموعات دخلت إلى قطاع غزة أي أنه بدأ بتنفيذ فكرته وهذه من القضايا التي أدت إلى أن الإسرائيليين شعروا بالضوء الأحمر من أجل قتل كمال عدوان، كان كمال يُفكر بدخوله هو شخصيا ليقود العمل في داخل الأرض المحتلة، كان برنامجه أن يُدخل عدد كبير من الضباط والمقاتلين والسلاح ومن ثم نتبعهم إلى داخل الأرض المحتلة هذه كانت أفكار كمال عدوان.
[]
هذا البناء التنظيمي ساعد في تصعيد العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية، اعتمدت خلايا الداخل في حربها على العبوات والتفجيرات كأسلوب رئيس بدلا من حرب العصابات مما أوقع في صفوف القوات الإسرائيلية خسائر فادحة وقللت الخسائر في الجانب الفلسطيني، كما ساهم تنظيمه لخلايا الداخل بشكل متوازن بالتخفيف من الاعتقالات في صفوف المقاومين.
أبو رائد الأعرج: قضية العبوات موجودة في كل أدوار الحرب، يعني حرب العصابات تستعمل العبوات، حرب المواقع تستعمل العبوات، الجيش النظامي يستعمل العبوات، لكن التطور الذي حدث في حركة فتح إنه قبل معركة الكرامة كنا نعتمد بالمطلق حرب العصابات، أي بمعنى يعني آسف لاستعمال التعبير بس حتى أسهل على الفهم اللي ممكن أن تسمى نظرية الكلب اهبش وفِل تقدر تقطع رجل العدو وتقتل لك واحد وبتجرح واحد قدر الإمكان يعني بتقود معركتك وبتحاول إنك عملية الهرب، هذه هي حرب العصابات ودائما لا تتجاوز الخمسة، بعد تلك المعركة انتقلنا إحنا إلى نوع من أنواع حرب المواقع مثلا الحزام الأخضر، الحزام الأخضر هاجمنا أربع مستوطنات بأربعين مناضل وكانت معركة موفقة وناجحة بشكل كبير جدا ورائعة جدا ولم نقدم فيها ولا أي خسارة.
صخر حبش: بعد أن تسلم مسؤولية مفوض الأرض المحتلة أصبح 90% من عمله هو عمل تنظيمي أكثر ما هو عمل عسكري وانقطع علينا العمل العسكري عمليا عبر الأردن اللي هي بطريق.. وبالتالي صار التوجه لعمل من نوع آخر وبالتالي حطينا استراتيجية لها علاقة بتربية كادر في الداخل يستطيع أن يعمل تنظيم بالداخل واعتمدنا أساسا على الطلاب الذين يخرجون من الدراسة بالجامعات في الخارج ومعهم الحق للعودة بالوطن.
محمد عنتباوي– كادر في القطاع الغربي: في بداية العمل الثوري لغاية الـ 1970 كان يُعتمد في إطار الثورة الفلسطينية عند تنظيم المجموعات معتمد الشكل الهرمي بالتنظيم فأدى الغايات لحدود عام 1970 إلى إنه إذا اعترف أحد الكوادر على غيره فبتؤدي إلى سقوط الهرم كله واستفادة العدو الصهيوني من هذه التشكيلة، اللي أنجزه الشهيد كمال عدوان إنه عمل نوع جديد من عمليات تنظيم خلينا نسميها التنظيم المتوازي بحيث تكون كل مجموعة مقطوعة وما بتعرف عن المجموعات الثانية واتصالها المباشر مع الأخ كمال مباشرة بدون الكشف عن بقية المجموعات أو معرفتها حتى هذا بنسميه إحنا العمل المتوازي السري المتقطع بحيث لا تعلم أي مجموعة عن أي مجموعة تناولها لا يكون لها أي صلة فيها.
[
اغتيال عدوان ورفيقيه
واتهام لبنان بالتواطؤ
أخفقت إسرائيل في الحد من العمليات التي تستهدف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، رأت القيادة الأمنية الإسرائيلية أن السبيل الوحيد المتاح أمامها لوضع حد للهجوم الفلسطيني أن تغتال المسؤول الأول عن القطاع الغربي وأن تستولي على وثائق تساعدها لتحطيم البنية التنظيمية الجديدة والمعقدة الذي عمل على تأسيسها كمال عدوان في الأراضي المحتلة.
"
عدوان استمر في عملية الكفاح المسلح وطورها وركز على العمل السياسي وتنشيط الحركة الطلابية للقيام بالمظاهرات، ما أزعج الإسرائيليين وأشعرهم أنهم أمام قائد يجب أن يتخلصوا منه
"
منير شفيق
منير شفيق: كمال عدوان الحقيقة في الأرض المحتلة أزعج الإسرائيليين جدا ليس فقط أنه استمر في عملية الكفاح المسلح وطوره أو حاول أن يُبدع فيه وإنما تركيزه على العمل السياسي وتنشيطه بالحركة الطلابية وتنشيطه للجان الطلابية لأن تقوم بالمظاهرات وأن تقوم بالعمل السياسي وما قام به يعني من خطوات في الأرض المحتلة بتقديري أزعج الإسرائيليين وأشعرهم أنهم أمام قائد يجب أن يتخلصوا منه.
صخر حبش: بعد عملية ميونخ الإسرائيليين كانوا منجنّين وبالتالي بدهم ينتقموا ولكن ما كانوش قادرين يختاروا ويستهدفوا قيادات فلسطينية إلا في ذلك الحين في داخل لبنان إلا من خلال موافقة أميركا متى جاءت موافقة أميركا؟ بعد أن تم اعتقال الأخ أبو داود الذي كان معروف أنه هو الذي نظم وظبّط عملية ميونخ اعتقل في..
[
مها الجيوسي- زوجة الشهيد كمال عدوان: خليكِ ما تيجي عندي خليكِ عند الولاد وبقى يتمتم بكلمة الله يستر.. الله يستر، يعني إذا ظل واحد من الوالدين نعمة بالنسبة له، فما فيش ثواني وإلا البيت انقلب لساحة حرب وسمعت صوت الرصاص بالبيت ورصاص متواصل كثيف جدا وكل هذا الرصاص باتجاه كمال، إلى إني سمعت كمال بيصرخ بصوت عالي كثير وصوت حاد كثير بكلمة آه وعلى أثرها هذه الصرخة سمعت صوته بيسقط على الأرض هلا الممر اللي كان واقف فيه قدام أوضة النوم ضيق مش عريض وكان كمال جثة طول وعرض وحامل الكلاشينكوف فلما سقط على الأرض كان صوت السقوط واضح جدا، رأسه خبط في الحيط اليمين ورجليه خبطت بالحيطة الشمال وأجا المسدس تحت صدره، الكلاشينكوف تحت صدره وهو أجا فوقه نايم عليه ونصف وجهه يعني باين على فوق كأنه بيتطلع على حدا ويديه مفتوحة على الأرض يعني أنت بتعيش ثواني ولحظات ذهول مش عارف إيش اللي صار، مش قادر تحصر إيش اللي بتفكر فيه، إيش كيف ممكن تتصرف، الدنيا حطتك وين؟ ما بتعرف فأنا بأقول بيني وبين نفسي خليني أقول أشوف كمال ليش صرخ.
موريس يزبك- عضو سابق في قوى الأمن الداخلي اللبناني وشاهد على الجريمة: كنا مركزين هون بجنينة الصنايع الكل فتح للدوريات للانتقال إلى شارع فردان لأنه إجا مخابرة إنه في إطلاق نار هونيك، بقى كلفوا دورية انطلقت لهونيك وإثبات الدورية بس توصل في غرفة عملية بيروت ما بلغتها، تنادي غرفة عمليات بيروت ما يجاوب حدا، تنادي ما يجاوب حدا، كلفونا نحن من هون من جنينة الصنايع بالانطلاق وانطلاقنا على شارع فردان. نحن هون ما سمعنا إطلاق نار ما شيء أبدا ماشيين.. فرقنا من هون نتفاجأ بالـ (Jeep) تحت واقف هون قلت له يا زهير أنزل لهذا الـ (Jeep) واقف تحت وصلنا قربنا للـ (Jeep) لقيت في عسكر على الأرض صرخت بزهير قلت له زهير وقف الدورية، فنزلت وراء الـ (Jeep) وسلاحي بأيدي وقطعت لهون، بقطعتي إلى هون تفاجأت اثنين نازلين من هون اشتبكت أنا وياهم هون، نزلوا من هون ما فيهم المدخل سكرت لهم المدخل أنا اتطلعت لقيت جوه رفيقي معهن في ثلاثة ورفيقي معهن وقفت ثواني وأطلقت النار عليهن أطلقت النار عليهن لتحت وقع إصابات منهم، رفيقي شو عملوا فيه؟ رفيقي مراد بقي واحد ضربوه بالفرد على رأسه وغاب عن الوعي ضيعوه للساعة تسعة تحت بهيدا ووقع اشتباك هون بالجنينة أنا وياهن، انسحبت على السطح أنا على السطح طلعت لقيت رفقاتي هون هن انسحبوا ما عرفت كيف انسحبوا، كيف راحوا ما عدت عرفت لأن ما عاد إطلاق نار لا مني ولا منهن.
مها الجيوسي: باراك يبدو إنه كان بيسيّر العملية من تحت البيت، ما طلعش للشقق فبيسيرها من تحت البيت، لما انتهت ونزلوا هم وأنا قمت وكانوا عطلوا الأسانسير بالنسف طلعت على الدرج كان الدرج كله دم، دم يعني إنسان مذبوح والشهداء لسه في بيوتهم فكان هذا الدم بيعطيك انطباع إنه في كان ناس منهم مصوبين.
[
ترك الكوماندوز الإسرائيلي السيارات التي استخدموها في عدوانهم في أماكن متفرقة على الشاطئ اللبناني وغادروا بالطريقة التي دخلوها، تبادلت المقاومة الفلسطينية والسلطة اللبنانية الاتهامات بعد العملية وأكد الفلسطينيون أن حواجز لقوى الأمن الداخلي اللبناني منعت مجموعات فلسطينية مسلحة من الوصول إلى شارع فردان للتصدي للإسرائيليين
محمد عنتباوي: لا شك إنه في بدايتها وأصابع الاتهام وجهت بشكل مباشر إلى جهة محددة فكان نوع من الـ (Bowing) في العلاقات بين الفلسطينيين وأشقائهم اللبنانيين في تلك الأثناء حتى تتضح الصورة إنه من دعم الكيان الصهيوني؟ هل كان يجرؤ الكيان الصهيوني أن يدخل إلى بيروت لولا مؤازرة بعض الجهات اللبنانية؟
عبد الإله الأتيري: جرى بعض الاتهامات الداخلية ما بين بعض الأحزاب والحكومة واتهمت بعض الجهات أن قوات الستة عشر أيامها بلبنان قد أعاقت وصول إمدادات إلى بيت الشهيد كمال عدوان، أتذكر أنه حتى بالصحف كانت هناك اتهامات ولكن مستورة كانت لم تكن اتهامات مفضوحة علنية كانت ما بين السطور تُتهم بعض الجهات.
صخر حبش: في ذلك الحين عملوا عملية رئيسية وعمليات تمويهية، عملوا هجوم باتجاه الفكهاني على مقر الديمقراطية ونسفوه وعملوا حول الساحل عند الأوزاعي في بيت لآل ناصر هناك برضه ضربوه وقبل بيومين كانت افتُعلت مشاكل فلسطينية، فلسطينية في ضبيّه وبالتالي حتى عندما كانوا الناس مش عارفين أنه الطخطخة إيش هو سببها داخلية ولا خارجية، في ظل هذا الموضوع استطاعوا إنهم يقوموا بعملهم واللي كانت المحرك الأساسي واللي ساعدهم على الوصول والدخول وإخلاء جراحهم لأنه كان عندهم جرحى ودماء كانت واضحة جدا بالتحديد في الفكهاني هو السفارة الأميركية وإمكانياتها واللي استطاعوا إنهم يحققوا هدفهم الأساسي واللي معروف بعد ذلك أن الذي كان يقود هذه العملية هو باراك.
[
في اليوم الثاني للعدوان الإسرائيلي اجتاحت العاصمة بيروت ومعظم المدن اللبنانية مظاهرات حاشدة وغاضبة احتجاجا على اغتيال القادة الثلاثة وشنت القوى الأمنية اللبنانية وأجهزة الأمن الفلسطينية حملة أمنية تمكن خلالها الجانبان من توقيف بعض أعضاء شبكة الموساد التي ساعدت في تسهيل عملية اغتيال القادة الثلاثة.
عبد الإله الأتيري: كان واضح جدا إنه بعد ما قاموا بالمهمة وانسحبوا انسحاب عادي جدا كانت تنتظرهم بعض القطع البحرية الإسرائيلية قريبة من الشاطئ اللبناني تركوا سياراتهم وانتقلوا الجزء الأكبر حسب الروايات التي استطاع الأمن أن يجمعها عبر البحر إلى إسرائيل مرة ثانية. ولكن هناك معلومة أيضا أن إحدى الطائرات الأميركية بعد يومين كانت تنقل بشكل أسبوعي حرس السفارة الأميركية وكل أسبوع كانت تُحضر خمسة عشر جندي من البحرية الأميركية وتأخذ خمسة عشر لكن الخلاف الوحيد كان بتلك الفترة أنها حملت من بيروت خمسة وأربعين شخص.
صخر حبش: بأقول أنا ربطت بين قضيتين أساسيتين، قضية التوجه الإسرائيلي للانتقام من قيادات تعمل بالعمل العسكري ولو كانوا بيستطيعوا يوصلوا للمقر اللي فيه ياسر عرفات وكان مستهدف الفكهاني لكن المنطقة كانت مدججة بالسلاح. وأول اشتباك لهم مع مقاتلين من الديمقراطية وصعب عليهم وهذا اللي حمى أبو أياد من أن يذهب لكي ينام عند كمال ناصر في تلك الليلة، يعني هاي الصدفة اللي خلته يظل هناك وإلا كان ممكن يكون أيضا نفس النتيجة.
[
لم تساعد عملية اعتقال شبكة الموساد الإسرائيلي في بيروت في احتواء التوتر بين الفلسطينيين والسلطة اللبنانية التي دعت الفصائل الفلسطينية إلى العودة إلى العمل السري واحترام سيادة لبنان. شيع الفلسطينيون الشهداء الثلاثة في مظاهرة مليونية شارك فيها اليسار اللبناني والأحزاب اليمينية، حمّل المتظاهرون السلطة اللبنانية مسؤولية التعاون مع القوة الإسرائيلية المعتدية، بل ذهبت الحركة الوطنية إلى أبعد من ذلك باتهام السلطة اللبنانية بالتواطؤ والتقصير في كشف المتسللين وعملائهم في الداخل.
محسن دلول- وزير لبناني سابق: كمان يعني ندفع الأمور مش بالإهمال أكثر من التورط مرات كثير التورط ما بيكون خطير عند الإهمال، الإهمال مرات بيعطيك كل شيء التورط بيعطيك جزء من الشيء، يومها صار في إنه لازم ينعمل تحقيق إنه هل معقول هذه الشبكات تصول وتجول أثناء الليل دون أن تلتقي أو دون تتصدى لها دورية عسكرية أو أن يتحرك أحد من أفراد الأجهزة الأمنية؟ يعني نزلوا على البحر تحركوا وراحوا وإجو عملوا ثلاث اغتيالات لكبار المسؤولين ويرجعوا بيلتقوا وبيروحوا ما بيصير في إطلاق نار معهم، ما بيصير في مواجهة معهم، فطالب الكثيرون بالتحقيق الأمر الذي رفضته السلطة أو بالأحرى القرار السياسي منع التحقيق فأقيمت معادلة إنه مين من يقدم ضحية قائد الجيش أو رئيس الوزارة أو رأس قائد الجيش أو رأس رئيس الوزارة؟ فارتأى النظام أن يُقدم رئيس الوزراء وهذا ما دفع بالقوى الوطنية إلى التكتل أكثر فأكثر فاعتبروا أن النظام لا يُقيم وزنا لهم إنما يريد أن يكون.. يعني أن تكون السلطة العسكرية الأجهزة العسكرية كلها على مقاس النظام السياسي فقط لا غير ولا يريدون إشراك أحد في القرار العام.
[]
مواصلة نهج عدوان
واستنفار حركة فتح
اندلعت عقب استقالة الحكومة اللبنانية اشتباكات واسعة بين الجيش اللبناني والفدائيين لم تتوقف إلا بعد توقيع اتفاقية ملكارد في الخامس من أيار من عام 1973 التي سمحت للفلسطينيين بالانتشار في الأراضي اللبنانية لحماية أمنها.
"
بعد تشييع الشهيد كمال عدوان أعلن اجتماع طارئ عُيّن فيه أبو جهاد قائدا للقطاع الغربي بالوكالة
"
عبد الإله الأتيري
عبد الإله الأتيري: أتذكر أن بعد تشييع جثمان الشهيد كمال عدوان طلبنا خليل الوزير أبو جهاد إلى اجتماع طارئ خلال الأربعة والعشرين ساعة أعلن في هذا الاجتماع الأخ أبو عمار أن الأخ أبو جهاد سيكون قائدا لقطاع للقطاع الغربي أي جهاز الأرض المحتلة بالوكالة، الأخ خليل الوزير كان يعرف تماما أننا نعشق كمال عدوان كشخص ونعشق نهج كمال عدوان وأفكار كمال عدوان، ما كان من أبو جهاد إلا أن أعطانا أن نستمر في نفس النهج ونفس العمل استمرارا لما خطط سابقا.
محمد عنتباوي: اغتيال الشهداء الثلاثة وعلى رأسهم كمال عدوان كان بيعني للشعب الفلسطيني في الداخل الشيء الكثير فكمال عدوان رمز له، سقوط رمز يعني الشيء الكثير للمناضلين في الداخل تأجج العمل الفدائي الفلسطيني في تلك الأثناء وتضاعف عن سابقه.
أبو رائد الأعرج: حدثت مجموعة عمليات لكن ليست بالعمليات اللي أتمناها أنا أو يتمناها أبو جهاد أو يتمناها أبو عمار أو يعني لا نستطيع أن نُحمّل الثورة الفلسطينية أكثر من طاقتها أو أكثر من إمكانياتها، إحنا نبحث عن تراكمات نقطة فوق نقطة فوق نقطة تشكل بالنسبة لنا بحرا حاولنا الرد ردوا مدى فاعلية هذا الرد
هل يرضيني؟ بكل تأكيد لا يرضيني لأنه بدل كمال عدوان لازم تكون غولدا مائير إذا الأمور عم.. لكن هل تمكنا من غولدا مائير؟ لا لم نتمكن.
[
في فلسطين المحتلة استنفرت حركة فتح معظم خلاياها العاملة وطلبت من كوادر الغربي تغيير مواقعها هذا الاستنفار لم يدم طويلا بعد أن تأكدت قيادة فتح أن القوة الإسرائيلية المعتدية لم تستولِ إلا على بعض رسائل الشهيد كمال عدوان، قبل أن تحل الذكرى الخامسة لاستشهاد كمال عدوان ورفاقه نفذت حركة فتح عمليةً كبيرة حملت اسمه في الحادي عشر من آذار/مارس عام 1978، أشرف على تنفيذها خلفه في القطاع الغربي خليل الوزير أبو جهاد. وكانت الشهيدة دلال المغربي على رأس المجموعة التي جمعت عشرة فدائيين، نُفذت العملية بطريقة مشابهة لعملية اغتيال القادة الثلاثة حيث نزل الفدائيون من مركب في عُرض البحر في قوارب مطاطية أوصلتهم إلى الشاطئ الفلسطيني.
عبد الإله الأتيري: عملية دلال المغربي سبقها مئات العمليات العسكرية داخل فلسطين ولكن عملية دلال هي عملية نوعية أن استطاعوا أنه 13 فرد يصلوا إلى منطقة تل أبيب عبر البحر ولكن سبقها عمليات شبابنا وقواتنا داخل الوطن، عملية تفجير محنيوده وعملية تفجير السيارة في منطقة القدس وعمليات كبيرة جدا جرت وسميت مجموعات باسم كمال عدوان ولكن هذه العملية النوعية والتي سميت باسم كمال عدوان استمر التحضير لها فترات شهور.
محمد عنتباوي: نحن عندنا لما نقوم بأي عمل نحاول ندرس إمكانيات النجاح أن تكون الغلبة أكثر من 95%، 96%، 98% لما بدك تقوم بأي عمل مو من السهولة بمكان أن تقارع الاحتلال من الخارج إلا بالتنسيق الجيد والسرية والكتمان فلذلك تأخرت خمس سنوات ولكنها آتت أُكلها في النهاية كانت عملية بطولية هزت العالم.
منير شفيق: لا هو من أول يوم صار في محاولات للرد لكن أنا برأيي في هذه القضايا تحدث أحيانا ظروف الرد هي ظروف لها علاقة بصراع بينك وبين العدو ووضع القوى النشطة التي يجب أن ترد، لكن أنا برأيي الرد جاء فوريا أنت لا تفكر فقط في عمل عسكري صغير، أنت انظر عندما تحشد الملايين وراء استشهاد مناضل أنا أعتقد هذا رد كبير يعني حتى أنا لا أظن أن هنالك ردا يمكن أن يعادل مثل هذا الفقدان للشهداء سواء كان أمثال الأخ كمال عدوان، الأخ أبو يوسف النجار، كمال ناصر، الأخ أبو جهاد الأخ أبو إياد كل هذا يعني والآن في المرحلة الحالية استشهاد الكبار من قادة المقاومة أعتقد أن رد الفعل الشعبي هو الرد ولا يجب أن نُقزم المسألة فقط بعملية عسكرية هنا وعملية عسكرية هناك. أعتقد أن كمال عدوان كان يمكن لو أمد الله من عمره أن يلعب دورا كبيرا في المستقبل ليس فتح وإنما في مستقبل الشعب الفلسطيني.
صخر حبش: ذلك البناء الذي بدأ في عام 1972 لزراعة التنظيم في داخل الوطن هو الذي جعل الخروج من لبنان 1982 يرتكز إلى قاعدة جديدة اشتغل عليها الأخ أبو جهاد واللجنة المركزية لإحياء التنظيم الثوري الشعبي باتحادات ونقابات وإلى آخره الذي كان في عام 1984 الانتفاضة.
--------------------------------------------------------------------------------
المصدر: الجزيرة