راشد حسين :رائد شعر المقاومة الفلسطينية
السيرة الذاتية:
ولد في قرية مصمص في المثلث الشمالي سنة 1936 لعائلة فلاحية متوسطة الحال .
انتقل والداه للإقامة في حيفا سنة 1940 حيث عمل والده في التجارة .
بدأ تعليمه الابتدائي في حيفا وأكمله في أم الفحم بسبب ظروف الحرب .
أنهى تعليمه الثانوي في مدينة الناصرة .
بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة . وفي مدة وجيزة أصبح شاعر الساحة الفلسطينية الأول في الداخل الفلسطيني . وأصدر ديوانه الأول في سن العشرين .
عرف كمؤسس لشعر المقاومة الفلسطيني الملتزم في الداخل، وأصبح أحد رموز هذا الشعر لدى الجماهير التي حفظت شعره وتغنت به .
مارس المقاومة قولا ً وعملا ً حيث كان من نشطاء حركة الأرض ومحررا ً لنشرتها السياسية ومن ناشطي الحركة الشيوعية في الداخل ، مما جعله عرضة لنقد بعض معاصريه (مثل محمود درويش) بسبب العلاقة التي تربط الحركة الشيوعية الفلسطينية بالصهيونية .
تعرض للملاحقة والاضطهاد والحملات التفتيشية المشبوهة من جانب قوات حرس الحدود ، وفصل من عمله كمدرس بعد عام واحد فقط من تعيينه .
عمل محرراً لمجلة "الفجر" ، " المرصاد " والمصوّر ، وكان نشطاً في صفوف حزب العمال الموحد .
سافر سنة 1965 إلى أمريكا للدراسة ، وهناك سحبت منه الجنسية الإسرائيلية ومنع من زيارة أهله في البلاد . ومات دون أن يتمكن والداه من رؤيته حيا .
سافر إلى سوريا خلال حرب 1973 وعمل محررا ً في الإذاعة السورية للقسم العبري، وشارك في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية .
انضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية وعمل ممثلا ً ثقافيا ً لها في الأمم المتحدة ، ثم عمل في وكالة الأنباء الفلسطينية " وفا " حيث حاول أن يبث فيها روحا ً ثورية حقيقية فاصطدم مع بيروقراطيي المنظمة ولكنه حصل على تأييد الرئيس عرفات وفاروق القدومي ومنع البيروقراطيون من التدخل في عمله .
خاض معارك عنيفة مع عدد من قيادات المنظمة مما جعل له الكثير من الأعداء بينهم .
أبرز نشاطاته الإعلامية كانت في الأوساط الجامعية الأمريكية ، حيث شارك في كثير من الندوات والسجالات حول القضية الفلسطينية . وكان هذا كما يبدو هو أخطر نشاطاته في نظر السلطة حينما سحبت منه الجنسية .
في 2/2/1977 نعت أوساط الجالية العربية في الولايات المتحدة الشاعر والأديب راشد حسين الذي مات اختناقاً في حريق غامض في شقته بنيويورك . وعمل أصدقاؤه في الخارج وذووه وأصدقاؤه وأبناء شعبه فيالداخل بإصرار على نقل جثمانه إلى مسقط رأسه مما اضطر الحكومة الإسرائيلية إلىالموافقة على ذلك .
وفي 8/2/1977 هرعت الوفود إلى قرية مصمص مسقط رأس الشاعر حيث مر الوافدون عند مدخل القرية تحت قوس عليه لافتة بيضاء "الوطن يرحب بابنه العائد" ثم انطلقت الزغاريد وأبّنه الأصدقاء والزملاء: توفيق زيّاد، سميح القاسم، فاروق مواسي، جمال قعوار، محمد ميعاي، عاموس كينان، محمود دسوقي وغيرهم. وشيع جثمانه في قريته مصمص في جنازة حاشدة ضمت عشرات الآلاف من فلسطينيي الداخل والضفة والقطاع .
قامت على إثر ذلك " جمعية إحياء تراث راشد حسين " بمشاركة كل الأوساط القومية والوطنية غير الحزبية بمبادرة منصور كردوش ، رئيس جمعية الصوت وأنصار السجين ، وصالح برانسي رئيس " مركز إحياء للتراث الفلسطيني ، ومجموعة واسعة من الرموز الوطنية، بإصدار مجموعته الشعرية الكاملة ، وجزأين من تراثه النثري الواسع .
صدرت عنه بعض الدراسات والكتب النقدية في الداخل والخارج . ومع ذلك فإن راشد حسين لم يوف حقه من الاهتمام حتى الآن، شأنه شأن رموز النقاء الثوري الفلسطيني جميعا ً ، الذين ما زال أدبهم وتأثيرهم مطاردا ً، والمراحل قد تحابي أتباعها، ولكن التاريخ لا يحابي أحدا ً .
منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في عام 1990.
أعماله الشعرية:
مع الفجر (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1957م، ط2: القاهرة، 1957م).
صواريخ (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م).
أنا الأرض لا تحرميني المطر (الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين، بيروت، 1976م).
كتاب الشعر الثاني / يضم المجموعتين الأولى والثانية (لجنة إحياء تراث راشد حسين ( دار القبس العربية، عكا، 1978م).
قصائد فلسطينية (لجنة إحياء تراث راشد حسين، القاهرة، 1980م). ديوان راشد حسين / الأعمال الشعرية الكاملة (بيروت).
الترجمات
حاييم نحمان بياليك: نخبة من شعره ونثره / ترجمة عن العبرية (دار دفير للنشر، تل أبيب، 1966م).
النخيل والتمر؛ مجموعة من الأغاني الشعبية العربية، ترجمها بالتعاون مع شاعر يهودي من العربية إلى العبرية.
العرب في إسرائيل: تأليف صبري جريس / جزءان، ترجمة الشاعر من العبرية إلى العربية ( مركز الأبحاث، بيروت 1967م).
من قصائده:
مات غريبا
الشمس لم تجزع ْ لمصرعِه ولا غابَ القمرْ
والأرضُ لاهي زُلزِلَتْ أسفاً ولا نزل المطرْ
والدمعُ راودَ مثقلتيٍ حيناً وعادَ فما انهمرْ
لكن بكى قلبي لمصرعه أحسبُه انفطرْ
***
هل تعرفينَ الكوكبَ المُحمَّر في كبد السماءْ
والوردة َ البيضاء كيف تخضبتْ بدم ِ الحياءْ
فوحق حبك هكذا كانت تلطخهُ الدماء ْ
وعيونه كالنرجس النعسان ِ أغمضها المساءْ
***
وأهلت أكداس التراب فويقَ جثتِه الصغيرهْ
لكنني لم أستطع إخفاء عزَّتَهُ الكبيرهْ
نظراته وجبينه لم يبرحا نفسسي الكسيرهْ
وضميره ؟ يا ليته أعطى لقاتله ضميره ؟ !
***
الدودة العمياء صار طعامُها من مقلتَيهْ
أكلتْ طريَّ إهابِه والجوعُ يَقتُلُ طفلتيهْ
ديدان هذي الأرض أشرفُ من يدٍ مُدّت إليه
يا ليتها قُطِعَت ويا ليت السما . عطفتْ عليه !
***
بالله يا ريح المساء إذا رحلتِ مع الغروب ْ
ورأيت أمّ التعس ِ تنتظر المشرَّد أن يثوب ْ
تساءلتْ هل سوق يرجع أم رمته يد الخطوبْ
فتمهلي قبل الجواب وإن يكن هو لن يؤوبْ !
***
وإذا ألحّت بالسؤال ِ لتخبريها بالحقيقهْ
قولي لها : خلفتُهُ في حضن والدة , رفيقهْ[1">
وإذا بكتْ وتأوهَتْ وتخيَّلتْ شبح الحقيقهْ
فَلتصمتي يا ريح إجلالا ً لموقفها دقيقهْ
***
وإذا رأيتِ بناتَه يلبَسنَ أثواب الطهارهْ
فتوسلي للدهر ألاّ يُلبس الأيتام عارهْ
وإذا رأيت بصدر زوجته من البؤسِِ شرارهْ
فتلمَّسي قلب التعيسة وأطفئي يا ريحُ ناره
***
قولي لهنَّ عن الفتى وشبابِه كيفَ انكسَرْ
من غير أن تبكي السماء عليه أو يبكي القدرْ
لم يرثِهِ الشعراء في شعرٍ ولا نزل المطرْ
والشمس لم تجزَع لمصرعه ولا غاب القمرْ ؟ !