لا أستطيع التنفس ...
فقد منعت أن أتنفس هواء غير هواءه ....
سألت عن السبب
قالوا ...
هذا الهواء ليس لك
فانت لست في وطنك
والأجواء ليست من حقك
أحبس ما تبقى من نفس وكرامة
حتى تعود الى بلدك
فأنت الآن ...
لك في الكرة الأرضية فتات أوطان
خيمة بالية تغطي رأسك
وأرض حمراء تفترشها بجسدك
النتيجة : مأوى
المسمى : لاجئ
طبيعة الحال : مخيم
اكاد أختنق ...
فهواء وطني يلوح هناك
وأنا لا أستطيع التنفس
أحيانا ...
أسترق بضعا من الهواء من أنفي
ما يمكنني لأعيش
ما يجعلني قادرا على الـتأمل يوما
أن أفتح فمي على وسعه
وأتنفس ملأه
دون أن يقبض علي بتهمة الاختلاس
أنظر في المياه الراكدة
المياه المسموحة لي أن أرتشفها
تشاركني بها بضع ضفادع
يقال ..
أن الماء ليس له طعم ؟؟؟؟
غريب ..
لم أرتشف في حياتي ماء بلا طعم
ربما لأن الماء الذي أشرب ليس مصنوعا في بلدي
فأنا ممنوع من الشرب من مياه غيري
فهي حق للكلاب المسعورة والخنازير البرية
التي تملأ الغابات
أما أنا فلأنتظر حتى تعود أرضي
لأكتشف طعم الماء الحقيقي
أغيثوني بوطن ...
فأنا أكاد اموت من قلة الماء والهواء
وفتات اللاشيء ما عاد يسد أفواه أطفالي
أغيثوني بوطن ...
فما عدت أحتمل نظرة المنة
التي تنظر إلي لأني لم أمنع بعد في وضع إحدى قدمي في أرض غير أرضي
فقد نزل فرمان منذ برهة ...
لا يحق لك ان تقف بكلتا القدمين على أرض ليست بأرضك